السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هده اول مشاركة لي فاتمنى ان تنال اعجابكم
كما ان موضوعي دعوة للنقاش بخصوص زيارة القبور وبيان حقيقتها والحكم الشرعي لها على منوال التاريخ والكتاب والسنة
فلنبدا بالكتاب
فقوله سبحانه: (ولا تُصَلِّ عَلى أحَد مِنْهُمْ ماتَ
أبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ ورَسُولهِ
وماتُوا وهَم فاسِقُونَ) (التوبة/84).
فقل ان ابدا في بيان الاية ان الايه بحاجة الى
تركيز وتفسير لغوي ونحوي حتى يتبين لنا معنى الاية والمقصود فيها فارجو
التركيز فيما ساقوم ببيانه من الاية
إنّ الاية تسعى لهدم شخصية المنافق، وهزّ العصا في وجوه حزبه ونظرائه.
والنهي عن هذين الامرين بالنسبة إلى المنافق، معناه ومفهومه مطلوبية هذين
الامرين (الصلاة والقيام على القبر) بالنسبة لغيره أي للمؤمن.
والان يجب أن ننظر في قوله تعالى: (ولا تَقُم عَلى قَبره) من المقصود في قوله قبره؟
هل المعنى هو القيام وقت الدفن فقط، حيث لا يجوز ذلك للمنافق ويستحب للمؤمن، أو المعنى أعم من وقت الدفن وغيره؟
إنّ بعض المفسّرين وإن خصّوا القيامَ نفياً وإثباتاً بوقت الدفن لكن البعض الاخر فسروه في كلا المجالين بالاعم من وقت الدفن وغيره.
قال السيوطي في تفسيره: ولا تَقم على قبره لدفن أو زيارة .
وقال الالوسي البغدادي: ويفهم من كلام بعضهم أنّ «على» بمعنى «عند» والمراد: لاتقف عند قبره للدفن أو للزيارة .
وقال الشيخ إسماعيل حقّي البروسي: (ولاتَقُم على قبره) أي ولا تقف عند قبره للدفن أو للزيارة والدعاء.
إلى غير ذلك من المفسرين.
والحقّ مع من أخذ بإطلاق الاية وإليك توضيحه:
إنّ الاية; تتشكل من جملتين:
الاُولى:
قوله تعالى: (ولا تصلّ على أحد منهم ماتَ أبداً) .
إنّ لفظة «أحد» بحكم ورودها في سياق النفي تفيد العموم والاستغراق لجميع الافراد، ولفظة «أبداً» تفيد الاستغراق الزمني، فيكون معناها: لا تصل على أحد من المنافقين في أيّ وقت كان.
فمع الانتباه إلى هذين اللَّفظين نعرف ـ بوضوح ـ أنّ المراد من النهي عن
الصلاة على الميّت المنافق ليس خصوص الصلاة على الميت عند الدفن فقط،
لانّها ليست قابلة للتكرار في أزمنة متعدّدة، ولو أُريد ذلك لم تكن هناك
حاجة إلى لفظة «أبداً»، بل المراد من الصلاة في الاية مطلق الدعاء والترحّم
سواء أكان عند الدفن أم غيره.
فإن قال قائل: إنّ لفظة «أبداً» تأكيد للاستغراق الافرادي لا الزماني.
فالجواب بوجهين:
1 ـ انّ لفظة «أحد» أفادت الاستغراق والشمول لجميع المنافقين بوضوح. لكون الاية خاصة بالمنافقين فانظر القران يخص من في الاية.
2 ـ انّ لفظة «أبداً» تستعمل في اللّغة العربية للاستغراق الزماني، كما في
قوله تعالى: (وَلا أنْ تَنكِحُوا أزواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أبَداً)
(الاحزاب/53).
فالنتيجة أنّ المقصود هو النهي عن الترحّم على المنافق وعن الاستغفار له، سواء أكان بالصلاة عليه عند الدفن أم بغيرها.
الثانية:(ولاَ تقُمْ عَلى قَبْرِهِ) إنّ مفهوم هذه الجملة ـ مع الانتباه إلى أنّها معطوفة على الجملة السابقة ـ هو: «لا تَقُم على قبر أحد منهم مات أبداً»
لانّ كل ما ثبت للمعطوف عليه من القيد ـ أعني «أبداً» ـ يثبت للمعطوف
أيضاً، ففي هذه الحالة لا يمكن القول بأنّ المقصود من القيام على القبر هو
وقت الدفن فقط، لانّ المفروض عدم إمكان تكرار القيام على القبر وقت الدفن،
كما كان بالنسبة للصلاة، ولفظة «أبداً» المقدّرة في هذه الجملة الثانية
تفيد إمكانية تكرار هذا العمل، فهذا يدل على أنّ القيام على القبر لايختصّ
بوقت الدفن.
وإن قال قائل: إنّ لفظة «أبداً» المقدّرة في الجملة الثانية معناها الاستغراق الافرادي.
قلنا: قد سبق الجواب عليه، وأنّ لفظة «أحد» للاستغراق الافرادي، لا لفظة «أبداً» فهي للاستغراق الزماني.
فيكون معنى الاية الكريمة: أنّ الله تعالى ينهى نبيه (صلى الله عليه وسلم)
عن مطلق الاستغفار والترحّم على المنافق، سواء كان بالصلاة أو مطلق الدعاء،
وينهى عن مطلق القيام على القبر، سواء كان عند الدفن أو بعده.
ومفهوم ذلك هو أنّه لا يجوز القيام عند قبور المنافقين عند الدفن او بعده
لكون الاية خاصة في المنافقين فالاية ليست شاملة عموم الناس والبشر فهي
خاصة بالمنافقين فقط
كما انه سوف يكون هناك تتمة للحدبث في بيان ما خص به المؤمنين من الكتاب
حتى ندخل الى السنة النبوية لبيان حقيقة حكم زيارة القبور والدعاء عندها
كما يفعل البعض