نقلا عن مجموع الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية / ج 11
وسئل عن اليهودي أو النصراني إذا أسلم. هل يبقى عليه ذنب بعد الإسلام؟
فأجاب: -
إذا
أسلم باطنًا وظاهرًا غفر له الكفر الذي تاب منه بالإسلام بلا نزاع ، وأما
الذنوب التي لم يتب منها مثل أن يكن مصرًا على ذنب ، أوظلم ، أو فاحشة ،
ولم يتب منها بالإسلام ، فقد قال بعض الناس : أنه يغفر له بالإسلام .
والصحيح : أنه إنما يغفر له ما تاب منه . كما ثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل : ( أنؤاخذ بما عملنا في
الجاهلية ؟ فقال : ( من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
. ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر). وحسن الإسلام أن يلتزم
فعل ما أمر الله به ، وترك ما نهى عنه . وهذامعنى التوبة العامة ، فمن
أسلم هذا الإسلام غفرت ذنوبه كلها . وهكذا كان إسلام السابقين الأولين من
المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ; ولهذا قال النبي صلى الله
عليه وسلم في الحديث الصحيح لعمرو بن العاص : (أما علمت أن الإسلام
يهدم ما كان قبله) فإن اللام لتعريف العهد ، والإسلام المعهود بينهم كان
الإسلام الحسن . وقوله: (ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر)
أي : إذا أصر على ما كان يعمله من الذنوب ، فإنه يؤاخذ بالأول والآخر.
وهذا موجب النصوص والعدل ، فإن من تاب من ذنب غفر له ذلك الذنب ، ولم يجب
أن يغفر له غيره، والمسلم تائب من الكفركما قال تعالى: { فَإِذَا
انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ
وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ
مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ
فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[التوبة 5]. وقوله: { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ } [الأنفال 38]. أي إذا انتهوا عما نهوا عنه غفرلهم ما قد سلف.
فالانتهاء عن الذنب هو التوبة منه. من انتهى عن ذنب غفر
له ما سلف منه. وأما من لم ينته عن ذنب فلا يجب أن يغفر له ما سلف
لانتهائه عن ذنب آخر.
والله أعلم.
توقيع ماري قال فضيلُ بن مرزوقٍ: "سَمِعْتُ الحَسَنَ بَنَ الحسنِ
يقولُ لرجلٍ من الرافضةِ: واللهِ إن قَتْلكَ لقربةٌ إلى اللهِ، وما أمتنعُ
من ذلك إلا بالجوارِ"، وفي رواية قال: "رَحَمِكَ اللهُ قَدْ عرفتُ إنما
تقولُ هذا تمزحُ، قال: لا، واللهِ ما هو بالمزح ولكنهُ الجد، قال: وسمعته
يقول: لئن أمكننا الله منكم لنقطعنَّ أيديكُم وأَرْجُلَكُمْ". لذا فالرافضة يسمون الحسن بن الحسن باليهودي السكير