توماكس 2max
إدارة منتدى الفرعون على بهى يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء أمتع الأوقات
توماكس 2max
إدارة منتدى الفرعون على بهى يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء أمتع الأوقات
توماكس 2max
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الفرعون على بهى / افلام /برامج/اغانى/مصارعة/قرأن (موقع الفراعنة)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عدالة الصحابة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر الجوزاء 4212
رصيدك الان دولار : 37433
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
32
الموقع : www.alislverman.mam9.com
العمل/الترفيه على الانترنت

عدالة الصحابة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدالة الصحابة    عدالة الصحابة  I_icon_minitimeأبريل 15th 2011, 11:56


عدالة الصحابة


رقم الفتوى (2439)
موضوع الفتوى عدالة الصحابة


السؤال س:

أنا خريج كلية شريعة، ولله الحمد، وقد قمت فترة في الرَّدِّ على الرافضة والمعتزلة في بعض الأمور، لكن موضوع عدالة الصحابة على إطلاقها عندنا أصعب ما واجهني، أنا لا أتكلم عن عدالة أبي بكر أو عُمَرَ أو عائشة أو غيرهم من الصحابة الأجلاء، لكن
أتكلم عن عدالة رجل قابل الرسول عليه الصلاة والسلام ساعة، ثم ذهب إلى
قومه، ولم يَرَهُ بعد ذلك، كيف نثبت له العدالة، ولا نتحقق فيه كما نتحقق
في باقي الرواة؟! هل رؤية الرسول مرة تمنع الرجل من الكذب؟! هذا أمر.

الأمر الثاني: العدالة -كما قرأت في بعض الكتب-
تذكر أنَّ الرجل لا بد أن يكون مُتَّقِيًا لله، بالإضافة إلى أَلَّا يرتكب
الكبائر، وكلنا نعرف أن بعض الصحابة ارتكبوا كبائر! فكيف أَثْبَتْنَا لهم
كُلِّهِم العدالةَ دون تفريق؟! لا يكفي أن نَذْكُرَ كلام ابْنِ حَجَرٍ
وغيره في أن الصحابة عُدُولٌ على الإطلاق هكذا...! بل لا بد أن نجيب على كل
الإشكالات التي تُوضَعُ على هذا التعريف، أرجو منكم الإجابة.

الاجابـــة

نعتقد أن لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فضلهم، وَمَيْزَتَهُمْ وسبقهم،
ومن ذلك القول بعدالتهم، والعدالة مُوجِبُهَا أنهم أسلموا مع النبي صلى
الله عليه وسلم طَوْعًا واختيارًا، وتَلَقَّوُا الْعِلَمْ عنه، وصَلَّوْا
خلفه، وحَجُّوا معه بدون إكراه، وجاهدوا معه المُشركين، ونحو ذلك من
أعمالهم التي تَمَيَّزُوا بها عن غيرهم، والتي مدحهم الله بها في قوله
تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ


وهكذا قوله تعالى: لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ
أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً
مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ
اللَّهُ الْحُسْنَى


فأخبر بأنه تعالى: وعدهم
الحُسنى، ولكلهم خير وأجرٌ عند الله تعالى، ويدخل في ذلك كُلُّ مَنْ أسلم
مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورآه، واجتمع به- ولو مرة واحدة- ولو لم
يجتمع معه إلا تلك المرة، فإنه قد تَحَمَّلَ عنه العلم والإيمان، وذلك مما
يمنعه من تَعَمُّدِ الكذب، وقد زكَّاه الله تعالى، وقد شهد لهم تلاميذهم من
التابعين
بتقوى الله تعالى، وترك الذنوب، وإذا كان قد صدر من أحدهم ذَنْبٌ-

ولو من الكبائر- كدخولهم في الفتن، ومُقاتلة بعضهم بعضًا، فذلك من باب الاجتهاد الذي يغفره الله لهم، ونتحقق أنهم قد تابوا
من ذلك، أو أَتَوْا بحسنات تمحو ذلك؛ فإن الحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئات، أو
غُفِرَ لهم بِسَبْقِهِم إلى الإسلام، أو يُغْفَرُ لهم بشفاعة النبي صلى
الله عليه وسلم، فَهُمْ أَوْلَى بشفاعته لكونه يعرفهم.


وعلى مَنْ طعن فيهم إثبات تلك المطاعن وبيان صحتها، ولن
يجد إلى ذلك سبيلًا! ولا شك أنه يُستثنى منهم المُنافقون الذين نزل
القُرآن فيهم، ولم يتوبوا حتى ماتوا، وهم نفر قليل، معروفون في كتب السيرة،
ويُستثنى من ذلك الذين ارْتَدُّوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم،
وماتوا على الرِّدَّة، وهم الذين ذُكِرُوا في قوله صلى الله عليه وسلم
لَمَّا وَرَدُوا على الحوض: أصحابي أصحابي!! فَيُقَالُ: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!
.

فَأَمَّا الذين تابوا، أو لم يَرْتَدُّوا فإنهم يُقْبَلُ منهم، وتثبت
عدالتهم، ويُنَزَّهون عن تَعَمُّد الكذب، وقد قُبِلَت أحاديثهم،
وصَحَّحَهَا العُلماء، وناقشوا مَنْ ردَّ عليهم، أو كفَّرهم مِنَ
الرَّافِضَةِ ونحوهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alislverman.mam9.com
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر الجوزاء 4212
رصيدك الان دولار : 37433
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
32
الموقع : www.alislverman.mam9.com
العمل/الترفيه على الانترنت

عدالة الصحابة  Empty
مُساهمةموضوع: عدالة الصحابة    عدالة الصحابة  I_icon_minitimeأبريل 15th 2011, 11:55




عدالة الصحابة
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى



السؤال

أنا في حيرة بخصوص موقفنا -نحن أهل السنة- من الصحابة كرواة للحديث،
فالذي أعرفه أن هناك إجماعاً على أن الصحابة كلهم عدول وثقة في الحديث بدون استثناء.

[size=21]والشيعة يقولون:

إن بعض الصحابة ارتدّوا، مثل مالك بن نويرة، فكيف يكون كلهم عدول وثقة إذا
كان بعضهم قد ارتد؟ أفلا يمكن لبعضهم الآخر أن يكذب، ومن ثم ألا يجب أن
يوثق الصحابة بشكل فردي في رواية الحديث؟
أرجو توضيح هذه الشبهة.




الجواب

الحمد لله على أفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله. أما بعد:
فأقول (وبالله التوفيق): عندما أجمع السلف والخلف على عدالة الصحابة رضوان
عليهم (مع كون إجماعهم هذا حُجةً ملزمةً) فإنهم إنما أجمعوا على ذلك لتوارد
النصوص من الكتاب والسنّة الدالّة عليه.

قال تعالى: "محمد رسول الله والذين معه أشدَّاءُ على
الكفار رُحماءُ بينهم تراهم ركّعاً سُجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً
سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل
كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم
الكفار وَعَدَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةً وأجراً
عظيماً"
[الفتح:29].

ففي هذه الآية بيان لفضل عموم الصحابة –رضي الله عنهم- لأنها عبّرت عنهم بالاسم الموصول (الذين) وهو من الصيغ الدالة على العموم.

وفي الآية نصٌ صريح من عالم ما في الصدور سبحانه على حُسنِ نوايا الصحابة، وأنهم لا يقصدون إلا رضى الله تعالى وجنّته والنجاة من عقابه بأعمالهم "يبتغون فضلاً من الله ورضواناً"
وهو نصٌّ مهم جدًّا يبين الموقف الصحيح الذي ينبغي أن يقفه المسلم تجاه أي
حادث وقع من صحابي يجده فيه مخطئاً، بأن يعلم أنه وإن أخطأ إلا أنه قصد به (فضلاً من الله ورضواناً)، وما وجدنا إلى هذا التأويل سبيلاً.

وفي الآية أخيراً: أن الذي في قلبه غيظ على الصحابة كلّهم كافر "ليغيظ بهم الكفار"، وهو أحد الأوجه في تفسير الآية.

وقال تعالى: "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح
وقاتل أولئك أعظم درجةً من الذين أنفقوا من بَعْدُ وقاتلوا وكُلاّ وعد الله
الحسنى والله بما تعملون خبيرٌ"
[الحديد:10].

ففي الآية وَعْدٌ لجميع الصحابة ممن أسلم قبل
الفتح ومن أسلم بعده بالحسنى، وهي الجنة، مع تفضيل المسلمين قبل الفتح على
من جاء بعدهم من الصحابة.


وقال تعالى: "للفقراء المهاجرين الذي أُخرجوا من
ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك
هم الصادقون- والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم
ولا يجدون في صدورهم حاجةً ممّا أُوتُوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاؤوا من بعدهم يقولون
ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ
للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"
[الحشر: 9-10].

ففي هذا الآيات ثناءٌ عظيم على المهاجرين والأنصار ومن تبعهم من الصحابة بعد انتهاء الهجرة من مكة إلى المدينة، أي مسلمة الفتح.

ولئن كان هناك خلافٌ في المراد بالفريق الثالث، فلا خلاف في المراد بالمهاجرين والأنصار وفي عموم ثناء الله تعالى عليهم جميعاً.

وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين
والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنّات
تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"
[التوبة:100].

وفي هذه الآية ذكرٌ لعموم المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان بأنهم قد رضي الله تعالى عنهم،
وأنهم قد رضوا بثواب الله لهم، وأنه قد أعدّ لهم الجنة جزاء لإيمانهم وإحسانهم.

وفي الحديث المتفق عليه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" صحيح البخاري (2652)، وصحيح مسلم (2533).

وهذا فيه بيان أن جيل الصحابة أفضل الأجيال على الإطلاق.

وفي الحديث المتفق عليه أيضاً أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال:

"لا تسبّوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" صحيح البخاري (3673)، وصحيح مسلم (2541).

وأي مخالفة لهذا النهي النبوي أشدُّ من أن يوصف أحد الصحابة بعدم العدالة، أي بالفسق؟!

وفي خطبة حجّة الوداع، التي حضرها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عامّة
الصحابة، يقول صلى الله عليه وسلم في آخرها –كما في الصحيحين وغيرهما-:
"ألا ليبلغ الشاهد الغائب" صحيح البخاري (67)، وصحيح مسلم (1679).

قال ابن حبان في مقدمة صحيحه (1/162):

"فيه أعظمُ الدليل على أن الصحابة كُلهم عدول ليس
فيهم مجروح ولا ضعيف، إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف، أو كان فيهم أحدٌ غير
عدل لاستثنى في قوله –صلى الله عليه وسلم- وقال: ألا ليبلّغ فلانٌ وفلانٌ منكم الغائب.
فلمّا أجملهم في الذكر بالأمر بالتبليغ لمن بعدهم، دلّ ذلك على أنهم كلّهم
عدول، وكفى بمن عَدّل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- شرفاً".


وفي حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- الذي رواه مسلم في مقدمة صحيحه (6)،
وصححه ابن حبان والحاكم، وهو صحيح كما قالا، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيكون في آخر الزمان ناسٌ من أمتي يحدّثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيّاكم وإيّاهم".

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/14)،
"لمّا أخبر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بكذّابين يكونون في آخر الزمان يكذبون عليه، عُلِم أن الأول –وهم أصحابه- خارجون من هذه الجُملة، وزائلة عنهم التُّهمة".

وهذه النصوص من الكتاب وثابت السنة تقطع بعدالة الصحابة وضبطهم، وأنهم منزّهون عن الشك في عدالتهم أو في صحّة نقلهم.

على أنه لو لم يرد من الله -عز وجل- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- فيهم شيءٌ مما ذكرناه، لأوجبت الحالُ التي كانوا عليها من الهجرة،
والجهاد والنُّصْرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين،
وقوة الإيمان واليقين= القطع على عدالتهم،
والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدَّلين والمزكَّين، الذين يجيئون بعدهم إلى يوم الدين"
كما قال الخطيب البغداي في الكفاية (66-67).

إذن:
فالأصل في الصحابة العدالة ومتانة الديانة، هذا هو الأصل المتيقن الذي قطعت به تلك النصوص القطعية.


واليقين لا يزول بالظنون، إنما يزول باليقين،
فمن ثبتت صحبته فهو عدلٌ، لشمول تلك النصوص في دلالاتها له في إتيان
العدالة. ولا نترك هذا الأصل، إلا إذا خالفه في أحدهم دليلٌ يقينيٌّ
يخصُّه،
فيكون من باب تخصيص العام، فيُخْرَجُ بهذا الفرد عن دلالة ذلك العموم،
مع بقاء دلالة العموم على ما هي عليه في غير ذلك المخصَّص.


أمّا من ثبتت ردته ممن كان ظاهره الصُحْبة، نعلم أنه ليس صحابيًّا أصلاً،
وأن النصوص لا تتناوله أصلاً؛ لأن الصحابي هو: من لقي النبي –صلى الله عليه
وسلم- مميَّزاً مؤمناً به ومات على الإسلام. فمن مات على الكفر ليس
صحابيًّا أصلاً.


وأمّا من ثبت عليه الفسق، كمن أنزل الله تعالى فيه قوله:
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا" [الحجرات: 6]،
بغض النظر عن اسمه، فإن في هذه الآية إثباتاً بأن هناك من كان قد نقل خبراً
غير صادق إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- فوصفه الله تعالى بأنه فاسق،
ومنْ يستطيع أن يدّعي في هذا أنه عدل بعد تفسيق الله تعالى له =
فهذا هو الذي نخصُّه من ذلك العموم،
ونُخرجه من بين بقيّة الصحابة الذين ثبتت عدالتهم،
لورود ما يدل على عدم شمول النصوص له يقيناً.

ولذلك فأصوب التقريرات حول عدالة الصحابة هو أن نقول:

الصحابة كلّهم عدول، بمعنى أن
الأصل فيهم العدالة، إلا إذا دل الدليل الثابت الذي لا يحتمل التأويل
والاعتذار على غير ذلك في واحدٍ منهم، عندها يمكن أن نستثني ذلك الفرد من
عموم النصوص الدالة على عدالة الصحابة.


وبحمد الله تعالى فإنه لم تأتنا سنةٌ عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
للناس إليها حاجةٌ في دين الله تعالى قد انفرد بها أحدٌ ممن
ذُكر فيهم طعنٌ في عدالتهم ممن لقي النبي –صلى الله عليه وسلم-
ومات على الإسلام.

بل: عموم ما يُنقل عن الصحابة ممّا شجر بينهم، وغيره ممّا يتّخذ الجهلةُ وأهل البدع سبباً للطعن عليهم = هو مما للصحابة فيه تأويلاتٌ حسنة،
يؤيدها ثناءُ ربّنا عز وجل على حُسن مقاصدهم في أفعالهم
"يبتغون فضلاً من الله ورضواناً"
أو أنه خطأٌ وذنبٌ مغمور في بحار حسناتهم،
فلا يؤثر في عدالتهم، كما قال –صلى الله عليه وسلم-
عن حاطب بن أبي بلتعة –رضي الله عنه- عندما ارتكب كبيرةً من الكبائر،
وهي التجسُّس للكفار، فقال –عليه الصلاة والسلام-:
"لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم قد غفرتُ لكم" صحيح البخاري (4890)، وصحيح مسلم (2494).

وكما قال –صلى الله عليه وسلم- عمن لعن شارباً للخمر، أُتي به شارباً لها أكثر من مَرّة: "لا تلعنوه، فو الله ما علمت: إنه يحبُّ الله ورسوله". صحيح البخاري (6780).

أو أنه قد وقع منهم الخطأ والذنب، لكنهم عاجلوه
بالتوبة الصادقةِ الماحية المبدّلةِ –بفضل الله- السيئات حسنات، كما أخبر
تعالى عن الثلاثة الذين خُلّفوا في غزوة تبوك.


هذا هو تقرير المسألة.


أما ضَرْبُ السائل المثال بمالك بن نويرة –رضي الله عنه- فهو خطأ،
فإن مالك بن نويرة صحابيٌّ، لم يتخلّف
أحدٌ ممن صنّف في الصحابة على وجه الاستقصاء عن ذكره فيهم، ولا أعرف أحداً
من المعتبرين شكك في إسلامه، بل دافع عن إسلامه ابن الأثير في أسد الغابة
(5/53).

ويقطع بذلك كلّه ما أخرجه ابن خياط بإسناد جيّد عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال:

قدمَ أبو قتادة على أبي بكر، فأخبره بمقتل مالكٍ وأصحابه،
فجزع من ذلك جزعاً شديداً. فكتب أبو بكر إلى خالد، فقدم إليه،
فقال أبو بكر: هل يزيد خالدٌ على أن يكون تأوّل فأخطأ؟
وردَّ أبو بكر خالداً، وَوَدَى مالك بن نويرة، وردَّ السبي والمال.

تاريخ خليفة بن خياط (105).

وفي هذا الخبر التصريح بعدم كفر مالك بن نويرة –رضي الله عنه- بدليل جزع أبي بكر –رضي الله عنه- من مقتله الجزع الشديد، وبدليل تخطيء أبي بكر لخالد، وبدليل دفع أبي بكر لدية مالك بن نويرة وردّه السبي والمال.


وفي هذا الخبر أيضاً فائدةٌ جليلةٌ،
وهي تطبيقٌ عمليٌّ لما قرّرناه آنفاً،
من أن خطأ الصحابي يُتأوَّل له ما احتمل التأويل،
فهذا أبو بكر –رضي الله عنه- مع جزعه الشديد من فعل خالد وتخطيئه له، إلا أنه عفا عنه لا عتقاده فيه التأوُّلَ الصادقَ الحسنَ،
ولذلك أعاد خالداً –رضي الله عنه-
إلى قيادة الجيش في قتال المرتدّين وفي الفتوح.


وأخيراً: أرجو من الأخ السائل ومن غيره
-قبل أن تستقرَّ الشبهة في قلوبهم- أن يُثبِّتوا في قلوبهم المحكمات.
فعليهم بقراءة أدلة عدالة الصحابة الإجماليّة، التي ذكرتُ بعضها واليسير
منها.


وأن يقرؤوا أدلة فضلهم التفصيلية، والواردة في كثير منهم، واحداً واحداً، مثل كتب فضائل الصحابة.

وأن يقرؤوا أخبار الصحابة وسيرهم وحوادث حياتهم, إنهم إن فعلوا ذلك لن
يبقى لتلك الشُّبهِ في قلوبهم أيُّ أثر، وستكون كمن أراد أن يطفئ ضياء
الشمس بنفخة فيه.


اللهم إنا نشهدك على محبّة أصحاب
رسولك –صلى الله عليه وسلم- وهذه المحبّة عندنا من أوثق عُرى إيماننا =
فاحشرنا في زمرتهم يا أرحم الراحمين.
والله أعلم.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين.









عدالة الصحابة محل إجماع






السؤال

لماذا لم يجتهد العلماء في عدالة الصحابة، وتحقيقها وقالوا بأن الصحابة جميعهم عدول،
ألم يكن بين الصحابة المنافقين الذين وردت فيهم آيات كثيرة في القرآن ماذا عن الصحابة الذين أقيمت
عليهم بعض الحدود في السرقة وشرب الخمر وغيرها من العقوبات؟

[size=25]الفتوى



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تعديل الصحابة رضي الله عنهم وتنزيههم عن الكذب والوضع،
هو مما اتفق عليه أئمة الإسلام ونقاد الحديث من أهل السنة والجماعة،
ولا يعرف من طعن فيهم وشكك في عدالتهم إلاَّ الشذاذ من أصحاب الأهواء والفرق الضالة المنحرفة ممن لا يلتفت إلى أقوالهم،
ولا يعتد بها في خلاف ولا وفاق.


كيف لا وقد عدلهم الله في كتابه، وأثنى عليهم ومدحهم في غير ما آية فقال جل وعلا:
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ
فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ
أَثَرِ السُّجُودِ...
[الفتح:29]،

وقال: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
[التوبة:100]،

وقال: لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ
الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
[التوبة:88]،

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تزكيهم، وتشيد بفضلهم ومآثرهم،
وصدق إيمانهم وإخلاصهم، وأي تزكية بعد تزكية الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء؟!

كما عدلهم رسوله صلى الله عليه وسلم وبيَّن منزلتهم، ودعا إلى حفظ حقهم وإكرامهم،
وعدم إيذائهم بقول أو فعل، فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
وقال: لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصفيه
. أخرجاه في الصحيحين.

وقال أيضاً: الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم،
ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه
. رواه الترمذي.


وأجمع المسلمون من أهل السنة والجماعة على عدالتهم وفضلهم وشرفهم، وإليك طرفًا من أقوال أئمة الإسلام وجهابذة النقاد فيهم
.
قال ابن عبد البر رحمه الله –كما في الاستيعاب-:

قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول.

وقال ابن الصلاح في مقدمته:

ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتنة منهم فكذلك،
بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانًا للظنِّ بهم، ونظرًا إلى ما تمهد لهم من المآثر،
وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة
. انتهى.

وقال الإمام الذهبي:
فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي،
وإن جرى ما جرى...، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل، وبه ندين الله تعالى.

وقال ابن كثير:

والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة.

ثم قال: وقول المعتزلة:
الصحابة كلهم عدول إلاَّ من قاتل عليًّا قول باطل مردود. ثم قال: وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم،
ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلاَّ سبعة عشر صحابيًّا – وسموهم – فهذا من الهذيان بلا دليل.


على أنه –كما قال الخطيب في الكفاية–
لو لم يرد الله ورسوله فيهم شيئا مما ذكر لأوجب الحال التي كانوا عليها -من الهجرة،
وترك الأهل والمال والولد، والجهاد ونصرة الإسلام، وبذل المهج وقتل الآباء والأبناء في سبيل الله–
القطع بتعديلهم واعتقاد نزاهتهم وأمانتهم، وأنهم كانوا أفضل من كل من جاء بعدهم
.

والطعن في الصحابة رضي الله عنهم طعن في مقام النبوة والرسالة، فإن كل مسلم
يجب أن يعتقد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة وبلغ الرسالة،
وقام بما أمره الله به، ومن ذلك أنه بلغ أصحابه العلم وزكاهم ورباهم على
عينه.

قال عز وجل: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ
رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ
لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ
[الجمعة:2]،
والحكم بعدالتهم من الدين، ومن الشهادة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بما أمره الله به،
والطعن فيهم يعني الطعن بإمامهم ومربيهم ومعلمهم صلى الله عليه وسلم،
كما أن الطعن فيهم مدخل للطعن في القرآن الكريم، فأين التواتر في تبليغه؟
وكيف نقطع بذلك إذا كانت عدالة حملته ونقلته مشكوكاً فيها؟!


ونحن حينما نصف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هم له أهل،
فإنما نريد صحابته المخلصين الذين أخلصوا دينهم، وثبتوا على إيمانهم، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق،
فالمنافقون الذين كشف الله سترهم، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم،
والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام،
وماتوا على ردتهم؛ هؤلاء وأولئك لا يدخلون في هذا الوصف إطلاقًا، ولا تنطبق عليهم هذه الشروط أبدًا،
وهم بمعزل عن شرف الصحبة،

وبالتالي هم بمعزل عن أن يكونوا من المرادين بقول العلماء والأئمة:

"إنهم عدول". وفي تعريف العلماء للصحابي ما يبين ذلك بجلاء،
حيث عرفوه بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك.

فالخلاصة أن تعديل الصحابة رضي الله عنهم أمر متفق عليه بين المسلمين،
ولا يطعن فيهم إلاَّ من غُمص في دينه وعقيدته، ورضي بأن يسلم عقله وفكره لأعدائه،
معرضًا عن كلام الله وكلام رسوله وإجماع أئمة الإسلام.

والله أعلم.

[/size]


[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alislverman.mam9.com
 
عدالة الصحابة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل جميع الصحابة عدول؟
» الخلفاء الراشدون أفضل الصحابة
» حصريا ً .. إسطوانة شخصيات تاريخية ... معلومات رائعة عن الصحابة و التابعين
» ◄ اسطوانة الفوائد البديعة فى فضل الصحابة وذم الشيعة لشيخ أحمد فريد ►► █

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
توماكس 2max :: قسم الاسلاميات :: القران الكريم :: قسم الفـتـاوى الشرعية-
انتقل الى: