توماكس 2max
إدارة منتدى الفرعون على بهى يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء أمتع الأوقات
توماكس 2max
إدارة منتدى الفرعون على بهى يرحب بكم ويتمنى لكم قضاء أمتع الأوقات
توماكس 2max
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الفرعون على بهى / افلام /برامج/اغانى/مصارعة/قرأن (موقع الفراعنة)
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عصمة الأنبياء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر الجوزاء 4212
رصيدك الان دولار : 37433
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
32
الموقع : www.alislverman.mam9.com
العمل/الترفيه على الانترنت

عصمة الأنبياء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: عصمة الأنبياء    عصمة الأنبياء  I_icon_minitimeأبريل 15th 2011, 00:47


عصمة الرسول – صلى الله عليه وسلم –د. سلمان بن فهد العودة



السؤال:

لقد تناقشت مع أحد الإخوة في مسألة عصمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
وكان مما قلته له: إنه - صلى الله عليه وسلم - معصوم من كل زلل، وذلك الأخ -
غفر الله لنا وله - أنكر عليَّ هذا، وأورد عليَّ قصته - صلى الله عليه
وسلم - مع (ابن أم مكتوم) في (عبس وتولّى). حقيقة يا شيخي لم أجد جواباً، فأسعفنا بعلمك - دلنا الله وإياك إلى سبيل الرشاد - وأفتنا في هذا الأمر الذي أشكل علينا!!



الجواب:


الرسول - صلى الله عليه وسلم - معصوم فيما يبلغ عن الله؛ لقوله تعالى: (وما
ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) [النجم : 3-4]. ولهذا قال تعالى: (ولو
تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما
منكم من أحد عنه حاجزين)، [الحاقة : 44-47]. والأدلة في هذا المعنى متوافرة
متكاثرة متواترة على أنه - صلى الله عليه وسلم - معصوم فيما يبلغ عن ربه -
عز وجل - لا يقع منه خلاف ذلك لا عمداً ولا سهواً. ولا يشكل على هذا ما
ورد في قصة الغرانيق المشهورة – التي أخرجها الضياء في المختارة (247) فهو
إفك مفترى، وباطل مفتعل، والكلام في سورة الحج، وبيان حقيقة معناها له موضع
آخر غير هذا، ولا يشكل عليه أيضاً كونه - صلى الله عليه وسلم - ينسى الآية
أحيانًا، فإن هذا ليس نسياناً مطبقاً مطلقاً، بمعنى أنه لا يتذكرها، كلا،
بل هو قد قرأها وحفّظها أصحابه، ودونها الكُتّاب، ولكنها عزبت عنه تلك
اللحظة فأسقطها، أو وقف يتذكرها، وهذه جِبلّة بشرية، ولهذا قال تعالى: (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى) [الأعلى: 6-7]. فهذا مما شاء الله، ومما شاء الله أن ينساه - صلى الله عليه وسلم-. ما نسخت تلاوته من آي القرآن الكريم.

أما ما اجتهد فيه -صلى الله عليه وسلم- فإنه لا يقر إلا على صواب، ولذلك "عوتب في شأن الأسرى ببدر (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض...) الآية، [الأنفال 67]). انظر الترمذي (3084) عن عبد ا لله بن مسعود، وأبو داود (2690) عن عبد الله بن عباس.

وعوتب في شأن ابن أم مكتوم: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) [عبس: 1-2]. انظر الترمذي (3331) عن عائشة.

وعوتب في شأن زيد بن حارثة وزينب بنت جحش (وتخفي في نفسك ما الله مبديه
وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه...) الآية، [الأحزاب: 37]، انظر البخاري
(4887) عن أنس.

فكان - صلى الله عليه وسلم - يعلن ذلك لأصحابه، ويحفظه لهم، ويتلوه عليهم،
ويتعبدهم بتلاوته، ولم يعبأ بمقالة اليهود والمنافقين، ولا باضطراب ضعفاء
النفوس؛ لأن دين الله أعظم من ذلك كله، وهذا من أعظم كمالاته التي حلاّه
الله بها، وقال: (وإنك لعلى خلق عظيم) [القلم: 4].

فصلى الله وسلم وبارك عليه، وأدخلنا في شفاعته، وأوردنا حوضه، وارزقنا اتباعه ومحبته وإياكم وجميع المسلمين














توقيع حفيدة الحميراء
عصمة الأنبياء  1261977174]




عصمة الأنبياء  A7lashare-58693d4949





فهي أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها
إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..

ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

ـــ ،،، ـــ
لـــــن يلــــــــوث عرض
أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

ـــ ،،، ــ
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاًعصمة الرسول – صلى الله عليه وسلم - د.مساعد بن سليمان الطيار


السؤال:


فيما يتعلق بعصمة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، هل هو معصوم من الخطأ؟ أو
معنى العصمة هنا أن الله عصمه من الناس -صلى الله عليه وسلم-، وإذا كان
معصوماً من الخطأ صلوات ربي وسلامه عليه، فما هو التفسير الصحيح لحادثة
الأعمى التي نزل فيها قول الله –تعالى- "عبس وتولى" وجزاكم الله خير ونفع
بكم.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فإنَّ القول بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يقع منه خطأ، مخالف لظاهر
القرآن؛ لأن الله سبحانه ـ الذي أرسله بالحق، وهو أعلم به ـ قد عاتبه في
غير ما آية، ولا يكون العتاب إلا بسبب وقوع خطأ منه -صلى الله عليه وسلم-
وقد يستعظم بعض الناس القول بهذا، زاعمًا أن ذلك ينقص من قدر النبي -صلى
الله عليه وسلم- وليس الأمر كذلك؛ فحق الله أعظم، والإيمان بكلامه الذي
نقله الرسول -صلى الله عليه وسلم- أولى من هذا الزعم، ولو كان في هذه
العتابات الإلهية له ما ينقص من قدره لما ذكرها الله –سبحانه- في حقِّ
خليله محمد -صلى الله عليه وسلم- والمسلم مطالب بالأخذ بظاهر القرآن، ومن
تأول مثل هذه العتابات الإلهية فإنه سيقع في التحريف والتكذيب بخبر الله
–سبحانه- وقد ذكرت في كتابي "تفسير جزء عمَّ" تعليقًا على قوله –تعالى- :"وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ" [الشرح: 2 ـ 3]

ما يتعلق بأمر العصمة، وهذا نصُّه : "قال : مجاهد من طريق ابن أبي نجيح : "ذنبك"، قال قتادة من طريق سعيد ومعمر: (كانت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له
وكذا قال ابن زيد. وهذه مسألة تتعلق بالعصمة، وللناس فيها كلام كثير،
وأغلب الكلام فيها عقلي لا يعتمد على النصوص، وهذا النص صريح في وقوع
الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شيء من الذنوب التي قد غفرها الله له،
ولكن لم يبيِّن الله نوع هذه الذنوب، ولذا فلا تتعدى ما أجمله الله في هذه
النصِّ،

وقُلْ به تسلمْ .ولا تفترض مصطلحاً للعصمة من عقلك تحمل عليه أفعال الرسول -
صلى الله عليه وسلم -، فتدخل بذلك في التأويلات السمجة التي لا دليل عليها
من الكتاب ولا السنة؛ كما وقع من بعضهم في تأويل قوله –تعالى-: "ليغفر لك
الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" [الفتح : 2 ]، قال : ما تقدم : ذنب أبيك
آدم،
وما تأخر: من ذنوب أمتك، وانظر الشبه بين هذا القول وبين قول النصارى في
الخطيئة، فالله يقول: "ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك"، وهذا يقول هو ذنب
غيره ! والله المستعان".


واعلم أنَّ في الرسول جانبان :جانب بشري، وجانب نبوي، أمّا الجانب البشري فهو فيه
كالبشر: يحب ويكره، ويرضى ويغضب، ويأكل ويشرب، ويقوم وينام … إلخ،
مع ما ميَّزه الله به في هذا الجانب في بعض الأشياء؛
كسلامة الصدر، والقوة في النكاح، وعدم نوم القلب،
وغيرها من الخصوصات التي تتعلق بالجانب البشري.


ومن هذا الجانب قد يقع من النبي –
صلى الله عليه وسلم - بعض الأخطاء التي يعاتبه الله
عليها، ولك أن تنظر في جملة المعاتبات الإلهية للنبي – صلى الله عليه وسلم -؛ كعتابه بشأن أسرى بدر،
وعتابه بشأن زواجه من زينب – رضي الله عنها -، وعتابه في عبد الله بن أم
مكتوم – رضي الله عنه -، وغيرها، وقد نصَّ الله على هذا الجانب في الرسل
جميعهم صلوات الله وسلامه عليهم، ومن الآيات في ذلك :
"قل سبحان ربي هل كنت إلاَّ بشراً رسولاً " [الإسراء : 93]،
ومن الأحاديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون
إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو ما أسمع،
من حق له أخيه شيئاً، فلا يأخذ، فإنما أقطع له من النار" (رواه البخاري
(6967)، ومسلم (1713)من حديث أم سلمة –رضي الله عنها-. وتكمن العصمة في هذا
الجانب في أنَّ الله يُنبِّه نبيه – صلى الله عليه وسلم - على ما وقع منه
من خطأ، وهذا ما لا يتأتَّى لأحد من البشر غيره، فتأمله فإنه من جوانب
العصمة المُغفلة .


وأما الجانب النبوي، وهو جانب التبليغ، فإنه لم يرد البتة أنَّ النبي – صلى
الله عليه وسلم - خالف فيه أمر الله؛ كأن يقول الله له: قل لعبادي يفعلوا
كذا فلا يقول لهم، أو يقول لهم خلاف هذا الأمر، وهذا لو وقع فإنه مخالف
للنبوة،
ولذا لما سُحِرَ النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يُؤثِّر هذا السِّحْرُ في
الجانب النبوي، بل أثَّر في الجانب البشري انظر ما رواه البخاري (3268)،
ومسلم (2189) من حديث عائشة – رضي الله عنها-،
ومن ثَمَّ فجانب التبليغ في النبي – صلى الله عليه وسلم - معصوم، ويدل على
هذا الجانب قوله تعالى : "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلاَّ وحي يوحى"
[النجم: 3-4] الله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alislverman.mam9.com
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر الجوزاء 4212
رصيدك الان دولار : 37433
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
32
الموقع : www.alislverman.mam9.com
العمل/الترفيه على الانترنت

عصمة الأنبياء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: عصمة الأنبياء    عصمة الأنبياء  I_icon_minitimeأبريل 15th 2011, 00:46


[size=25]هل النبي صلى الله عليه وسلم يُخْطِئ


السؤال :

سؤالي عن الرسول صلى الله عليه وسلم. بعض المسلمين يقولون إنه بدون خطايا ،
وآخرون يقولون إنه ليس بدون خطايا . أنا شخصيا لا أعتقد أنه بدون خطايا
لأنه بشر . هل يمكنك أن تخبرني بالرأي الصحيح من الكتاب والسنة؟ ولكم جزيل
الشكر. والله أكبر

الجواب :

أولا : استعمال كلمة خطايا في السؤال خطأ كبير ،
لأن الخطايا جمع خطيئة وهذا مُحال على الرسل والأصح أن تقول أخطاء جمع خطأ
لأن الخطأ قد يكون عفوياً وليس كذلك الخطيئة .

ثانياً : أما الخطيئة فاٍن الرسل ومنهم محمد صلى
الله عليه وسلم لم يرتكبوا شيئاً منها بقصد معصية الله تعالى بعد الرسالة
وهذا بإجماع المسلمين ، فهم معصومون عن كبائر الذنوب دون الصغائر .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر :

هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ...
وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف
والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول
. " مجموع الفتاوى " ( 4 / 319 ) .

وهذا سؤال موجه إلى اللجنة الدائمة حول الموضوع :

سؤال :
بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون :

إن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس ، قالوا : إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل ... داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني .... يونس وقصته لما التقمه الحوت ، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا
بأنه أخفى في نفسه شيئا يجب عليه أن يقوله ويظهره ، قصته مع الصحابة :
انتم أدرى بأمور دنياكم ، قالوا بأنه اخطأ في هذا الجانب .

قصته مع الأعمى وهي { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } فهل الأنبياء والرسل حقا يخطئون وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين ؟

الجواب :

ج : نعم الأنبياء والرسل يخطئون ولكن الله تعالى
لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم
ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم كما يظهر ذلك من تتبع الآيات
القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال ... وأما أبناء
آدم فمع انهما ليسا من الأنبياء .... بين الله سوء صنيعه بأخيه ....
انتهى

عبد العزيز بن باز - عبد الرزاق عفيفي - عبد الله بن غديان - عبد الله بن قعود . " فتاوى اللجنة الدائمة " برقم 6290 ( 3 / 194 ) .

ثالثاً : أما قبل الرسالة فقد جوَّز عليهم
العلماء أنه قد يصدر منهم بعض صغائر الذنوب ، وحاشاهم من الكبائر والموبقات
كالزنا وشرب الخمر وغيرها فهم معصومون من هذا .

= وأما بعد الرسالة ، فإن الصحيح أنه قد يصدر منهم بعض الصغائر لكن لا يُقرون عليها .


قال شيخ الإسلام :


وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ،
ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من
طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ،
وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل . " مجموع الفتاوى " ( 4 / 320 ) .

= وهو معصومون في التبليغ عن الله تعالى .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا
يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه
ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه .
" مجموع الفتاوى " ( 18 / 7 ) .


رابعاً : أما الخطأ الذي بغير قصد فهو في سبيلين :


في أمور الدنيا فهذا يقع ووقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيه مثل
سائر البشر كأمور الزراعة ، والطب والنجارة وغيرها لأن الله تعالى لم يقل
لنا إنه أرسل إلينا تاجراً أو مزارعاً أو نجاراً أو طبيباً ، فالخطأ في هذه
الأمور جِبلِّيّ لا يقدح برسالته صلى الله عليه وسلم .



عن رافع بن خديج قال :


" قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم
يُأبِّرون النخل قال : ما تصنعون ؟ قالوا : كنا نصنفه قال : لعلكم لو لم
تفعلوا كان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال : إنما أنا بشر مثلكم ،
إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر .
ر
واه مسلم ( 2361 ) .

ومعنى التأبير : التلقيح .

نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في هذا الأمر من أمور الدنيا لأنه كسائر البشر ولكنه لا يخطئ في أمر الدين .

وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد :

فالراجح في ذلك من أقوال العلماء : أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى .

فقد تعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي
يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهد العالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال
من الأجر كِفْلين وإن أخطأ نال أجراً واحداً وهذا قوله صلى الله عليه وسلم "
إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد "
. رواه البخاري ( 6919 ) ومسلم ( 1716 ) من حديث أبي هريرة .

وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر.

عن أنس قال :

استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال إن الله عز وجل قد أمكنكم منهم ، قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم قال فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس ، قال : فقام عمر فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك ، فقام أبو بكر فقال : يا رسول الله إن ترى أن تعفو عنهم وتقبل منهم الفداء ، قال : فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم قال فعفا عنهم وقبل منهم الفداء ، قال : وأنزل الله عز وجل ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) [ سورة الأنفال /67 ] . رواه أحمد ( 13143 ) .

فنلاحظ أن هذه الحادثة لم يكن عند رسول الله فيها نص صريح فاجتهد واستشار أصحابه ، فأخطأ في الترجيح .

ومثل هذا في السنّة قليل فيجب أن نعتقد العصمة للرسل والأنبياء وأن نعلم أنهم لا يعصون الله تعالى ،
وأن ننتبه غاية الانتباه لقول من يُريد أن يطْعن في تبليغه للوحي من خلال
كونه صلى الله عليه وسلم قد يُخْطئ في أمور الدنيا ، وشتّان ما بين هذا
وهذا ،
وكذلك أن ننتبه للضالين الذين يقولون إنّ بعض الأحكام
الشّرعية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم هي اجتهادات شخصيّة قابلة
للصواب والخطأ أين هؤلاء الضلال
من قول الله تعالى . ( وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى ) ،

نسأل الله أن يجنّبنا الزّيغ وأن يعصمنا من الضلالة ، والله تعالى أعلم ، وا
[/size]
[size=29]شبهة: النبي صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الخطأ

الســؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

هل الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ? هذا
ما كنت أظنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم؛ لأن هناك من قال لي أنه
غير معصوم وأنه يخطئ مثلنا, وقيل لي مثال يدل على دلك في آية: (عبس وتولى *
أن جاءه الأعمى) وقيل لي أن هده الآية تدل أن الرسول صلى الله عليه وسلم
أخطأ في تعامله مع الأعمى, وبالتالي فهو غير معصوم
.


الجـــواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ imen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


فإن هذا السؤال يحتاج منك أن تقفي على أصل إجابته،
فإن عرفت أصل الإجابة عرفت بعد ذلك الجواب على جميع هذه الأسئلة الكريمة
التي تفضلت بها، وأصل الجواب أن تعلمي أن الأنبياء –عليهم صلوات الله
وسلامه – جميعًا معصومون من كبائر الذنوب، ومعنى
كبائر الذنوب هي الفواحش التي حرمها الله جل وعلا، وبيَّن أنها من الخطايا
العظيمات وذلك كالزنا والسرقة والنميمة ونحوها من كبائر الذنوب، وهذا قد
عُصم منه جميع الأنبياء – عليهم جميعًا صلواتُ الله وسلامه– وهذا قد نُقل
الاتفاق عليه من أهل العلم – عليهم رحمة الله جميعًا -
.

وأما صغائر الذنوب فهذه قد وقع فيها خلاف
بين أهل العلم، فهل يصح أن يقع من نبي من الأنبياء صغيرةٌ من الصغائر؛
فهذا فيه نزاع من أهل العلم على قولين اثنين:


فالقول الأول أنه يسوغ ذلك، وحكوا فيه قول الله جل وعلا: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}، أي وقعت منه مخالفة لأمر ربه،

والقول الثاني: أنهم معصومون من الصغائر وأن ما يقع من الأخطاء في حقهم إنما يقع بتأويل وقصد حسن، وكلا القولين لهما وجه ولهما أدلة ظاهرة.

والمقصود أن الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم– معصومون من كبائر الذنوب كما أشرنا، وأما الصغائر فقد وقع الخلاف في ذلك.

إذا عُلم هذا فإن نبينا - صلوات الله وسلامه عليه –
معصوم من الكبائر والصغائر، فقد عصمه الله جل وعلا من أن يرتكب كبيرة من
الكبائر كإخوته الأنبياء - عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه – وعصمه الله من
ارتكاب الصغائر، فلا يقع منه صغيرة ولا يتعمد ذنبًا – حاشه صلواتُ الله
وسلامه عليه – فإنه على الدوام في أجل المقامات وفي أعظم الرتب، بل إنه -
صلوات الله وسلامه عليه – لا يغيب ذكر الله عن قلبه حتى وهو نائم، حتى إنه
قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله من ذلك)
أخرجه مسلم في صحيحه.

أي إن النبي - صلى الله عليه وسلم– يحصل له ما
قد يقع للنفس البشرية في أمر ذكر الله جل وعلا فيحصل الغين وهو أقل ما يمكن
أن يقع في هذا المقام، فإن المؤمن العادي يكاد أن يقع له ما يشبه الغين في
أمر ذكر الله، فيغيب عن ذكر الله ويتغافل عن ذلك، وأما نبينا - صلوات الله
وسلامه عليه – فقلبه ذاكرٌ لله وهو نائم فكيف عند يقظته وعند صحوه - صلوات
الله وسلامه عليه -؟
فمن كان هذا شأنه لا يتصور وقوع المعصية منه صغيرة كانت أو كبيرة، فليعلم ذلك فإنه من أوكد العلم.

وأما ما أشرت إليه من هذه الآيات الكريمات، فإننا نود أن نبيِّن لك معناها
أولاً ليظهر لك المقصود منها وتندفع بذلك الشبهة، وأصل ذلك أن النبي - صلى
الله عليه وسلم – كان ذات يوم واقفًا مع بعض وجهاء قريش من كبارهم وعظمائهم
لما كان - صلوات الله وسلامه عليه – يرجو إيمانهم وإسلامهم ليسلم الناس من
ورائهم، فبينما هو يكلم هؤلاء النفر إذ دخل عليه عبد الله بن أم مكتوم الأعمى – رضي الله عنه وأرضاه – وكان ممن أسلم قديمًا، فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم – يكلم هؤلاء النفر من وجهاء الناس إذ قال له عبد الله بن أم مكتوم مقاطعًا: علمني يا رسول الله مما علمك الله، وكان يسأله عن آية،
فلم يعجب ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – لأنه كان مقبلاً على كلام القوم
وكان مشغولاً في الحديث معهم عن الإيمان وعن دعوتهم إلى الله جل وعلا،
فقطَّب وجهه الشريف وأعرض عن ابن أم مكتوم وواصل الكلام معهم.

فهذا أصل القصة التي وقعت، فأنزل الله جل وعلا هذه الآيات الكريمات:

{عَبَسَ وَتَوَلَّى} أي قطَّب وجهه الشريف وأعرض عن ابن أم مكتوم عندما جاءه يسأله {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} أي بسبب أن جاءه الأعمى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}
يقول جل وعلا: ما يدريك يا أيها النبي أن هذا الأعمى الذي جاءك لعله أن
يتزكى وأن يتطهر بما يحصل له من العلم والنور الذي تعلِّمه إياه {أَوْ
يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} أي تحصل له الذكرى بما علَّمته،

ثم قال تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} أي هؤلاء النفر الذين كفروا بالله وهم قد استغنوا بما عندهم من الدنيا تتصدى لهم بالدعوة والكلام، {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى}. أي ليس من شأنك هدايتهم وإنما الهداية بيد الله وإنما عليك البلاغ،
{وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}

أي هذا المؤمن الذي جاءك يطلب التعلم ويطلب النور، فأنت تتشاغل عنه بالكلام مع هؤلاء، ثم قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}

وهذا إرشاد بليغ للنبي - صلوات الله وسلامه عليه –
أن يسوي بين الناس في الدعوة إلى الله جل وعلا فينظر الفقير وينظر الغني
والكبير والصغير والذكر والأنثى، وأن يوكل أمرهم إلى الله، فقلوب العباد
بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.



فإذا ثبت هذا، فقد علمت أنه لم يقع من النبي -
صلوات الله وسلامه عليه – أي ذنب في هذا المقام، وإنما غايته أنه - صلوات
الله وسلامه عليه – ترك ما هو الأولى عند الله جل وعلا، وهذا اجتهاد منه -
صلوات الله وسلامه عليه – بل هو مأجور عليه؛ لأنه إنما فعل ذلك طلبًا لطاعة
الرحمن وحبًّا في هداية الناس، فهو مأجور باجتهاده، فهذا ليس في حق النبي -
صلى الله عليه وسلم – بل إن العالِم إن أفتى في مسألة وبذل جهده فيها
فأخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران؛ كما قال - صلوات الله وسلامه عليه-: (إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر) فهذا في حق أفراد أمته فكيف به - صلوات الله وسلامه عليه -؟


إذا عُلم هذا، فليُعلم أن هذه الآية يتمسك بها كثير من الناس ليبينوا أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أذنب وقد أخطأ في ذلك، وليس هذا بصواب، بل
الصواب ما قدمناه لك فاعرفيه واحرصي عليه، وانشري هذا العلم النافع بين
أخواتك المؤمنات وبين أهلك؛
فإن هذا يدفع الشبهة وأيضًا يعين على توقير النبي - صلوات الله وسلامه عليه – وإنزاله المحل اللائق به، بأبي وأمي هو - صلوات الله وسلامه عليه-.

ونسأل الله عز وجل أن يحشرنا وإياكم في زمرته، وأن
يجعلنا جميعًا من أتباعه، وأن يحيينا على سنته، وأن يميتنا عليها، وأن
يجمعنا به في الفردوس الأعلى، إنه هو أرحم الراحمين وهو أكرم الأكرمين.

وبالله التوفيق، وكل عام وأنتم بخير.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alislverman.mam9.com
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر الجوزاء 4212
رصيدك الان دولار : 37433
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
32
الموقع : www.alislverman.mam9.com
العمل/الترفيه على الانترنت

عصمة الأنبياء  Empty
مُساهمةموضوع: عصمة الأنبياء    عصمة الأنبياء  I_icon_minitimeأبريل 15th 2011, 00:45


[size=29]عصمة الأنبياء


سؤال:


أود أن أسال عن العقيدة ، هل من عقيدتنا الإيمان بصدور الذنب عن الأنبياء وأنهم غير معصومين ؟.

الجواب:

الحمد لله

الأنبياء هم صفوة البشر ، وهم أكرم الخلق على الله تعالى ، اصطفاهم الله
تعالى لتبليغ الناس دعوة لا إله إلا الله ، وجعلهم الله تعالى الواسطة بينه
وبين خلقه في تبليغ الشرائع ، وهم مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى ،

قال الله تعالى : " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89 .

والأنبياء وظيفتهم التبليغ عن الله تعالى مع كونهم بشرا ، ولذلك فهم بالنسبة للأمر المتعلق بالعصمة على حالين :

1- العصمة في تبيلغ الدين .

2- العصمة من الأخطاء البشرية .

أولاً :
أما بالنسبة للأمر الأول ، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في
التبليغ عن الله تبارك وتعالى ، فلا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم ،
ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم ،

قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67 ،

وقال تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44 .

وقال تعالى : " وما هو على الغيب بضنين " التكوير /24 ،

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية "

وما هو على ما أوحاه الله إليه بشحيح ، يكتم بعضه
، بل هو – صلى الله عليه وسلم – أمين أهل السماء ، وأهل الأرض ، الذي بلغ
رسالات ربه ، البلاغ المبين ، فلم يشح بشيء منه ، عن غني ولا فقير ، ولا
رئيس ولا مرؤوس ، ولا ذكر ولا أنثى ، ولا حضري ولا بدوي ، ولذلك بعثه الله
في أمة أمية جاهلة جهلاء ، فلم يمت – صلى الله عليه وسلم – حتى كانوا علماء
ربانيين ، إليهم الغاية في العلوم ... "
انتهى

فالنبي في تبليغه لدين ربه وشريعته لا يخطأ في شيء البتة لا كبير ولا قليل ، بل هو معصوم دائماً من الله تعالى .

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ( فتاوى ابن باز ج6/371 ) :

" قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما
محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل
،
قال تعالى : " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1-5 ) ،

فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى .

وقد اتفقت الأمة على ‏أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة ، فلا ينسون شيئا
مما أوحاه الله إليهم ، إلا شيئا قد ‏نسخ ، وقد تكفل الله جل وعلا لرسوله _
صلى الله عليه وسلم _ أن يقرئه فلا ينسى ، إلا شيئاً ‏أراد الله أن ينسيه
إياه وتكفل له بأن يجمع له القرآن في صدره .

قال تعالى . " سنقرئك فلا ‏تنسى إلا ما شاء الله " الأعلى / 7 ،

وقال تعالى : " إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع ‏قرآنه " القيامة /17-18 .

قال شيخ الإسلام رحمه الله ( مجموع الفتاوى ج18 / 7 ) :

" فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على
أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً وهذا
معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب
والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه "
انتهى .

ثانيا : بالنسبة للأنبياء كأناس يصدر منهم الخطأ ، فهو على حالات :

1- عدم الخطأ بصدور الكبائر منهم :

أما كبائر الذنوب فلا تصدر من الأنبياء أبدا وهم معصومون من الكبائر ، سواء قبل بعثتهم أم بعدها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى : ج4 / 319 ) :

" إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون
الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضا قول أكثر
أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة
والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى .


2- الأمور التي لا تتعلق بتبيلغ الرسالة والوحي .

وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم ، ولهذا ذهب أكثر أهل العلم
إلى أنهم غير معصومين منها ، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها بل
ينبههم الله تبارك وتعالى عليها فيبادرون بالتوبة منها .

والدليل على ‏وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها :‏‏ -

قوله تعالى عن آدم : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) طه / ‏‏121-122 ،
وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره عليها ، مع توبته إلى ‏الله منها .‏

‏ - قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت ‏نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16 .

فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف ‏بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ، وقد غفر الله له ذنبه .

- قوله تعالى : ‏" فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ‏‏ص / 23،24 ،
وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم ‏الثاني .

وهذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور ‏ذكرت في القرآن ، منها :

- قوله تعالى " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي ‏مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1 ، وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم - .

- كذا عتاب الله تعالى للنبي – صلى الله عليه وسلم - في أسرى بدر :

فقد روى مسلم في صحيحه ( 4588 )
" قال ابن عباس : فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
لأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما - : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال
أبو بكر : يا نبي الله ! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية ,
فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام ،

فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟! "
قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ،
فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان ،
قلت : يا رسول الله ! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ،
فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك
من أخذهم الفداء ، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة
قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل : " ما كان
لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " إلى قوله : " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا " الأنفال / 67–69 ، فأحل الله الغنيمة لهم .

ففي هذا الحديث اتضح أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للعفو عن الأسرى
إنما كان أمرا اجتهاديا منه بعد مشاورة أصحابه ، ولم يكن عنده صلى الله
عليه وسلم فيه من الله تعالى نص .

- قوله تعالى : " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1-2 ،
وهذه قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها .

قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى : ج4 / 320 ) :

" وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم ( أي الأنبياء )
غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها
لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ،
وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل
النسيان والسهو والتأويل " انتهى .

وقد يستعظم بعض الناس مثل هذا ويذهبون إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة ‏الدالة على هذا و يحرفونها .


والدافع لهم إلى هذا القول شبهتان :


الأولى : أن الله تعالى أمر ‏باتباع الرسل والتأسي بهم ، والأمر باتباعهم
يستلزم أن يكون كل ما صدر عنهم محلاً ‏للاتباع ، وأن كل فعل ، أو اعتقاد
منهم طاعة ، ولو جاز أن يقع الرسول صلى الله عليه وسلم في معصية ‏لحصل
التناقض ، لأن ذلك يقتضي أن يجتمع في هذه المعصية التي وقعت من الرسول
‏الأمر باتباعها وفعلها ، من حيث إننا مأمورون بالتأسي به ، والنهي عن
موافقتها ، من ‏حيث كونها معصية .‏

‏وهذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية غير ظاهرة بحيث تختلط
‏بالطاعة ، ولكن الله تعالى ينبه رسله ويبين لهم المخالفة ، ويوفقهم إلى
التوبة منها من غير ‏تأخير .‏

الثانية : أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص .
وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة ، فإن التوبة ‏تغفر الذنب ، ولا تنافي الكمال
، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم ، بل إن العبد في كثير من ‏الأحيان يكون بعد
توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا
وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون ‏على ذنب ، ولا يؤخرون
توبة ، فالله عصمهم من ذلك ، وهم بعد التوبة أكمل منهم ‏قبلها .‏


3- الخطأ في بعض الأمور الدنيوية – بغير قصد - :

وأما الخطأ في الأمور الدنيوية ، فيجوز عليهم الخطأ فيها مع تمام عقلهم ،
وسداد رأيهم ، وقوة بصيرتهم ، وقد وقع ذلك من بعض الأنبياء ومنهم نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك في مناحي الحياة المختلفة من طب وزراعة
وغير ذلك .

فقد روى مسلم في صحيحه ( 6127 ) عن رافع بن خديج قَالَ:

قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم –
الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ
النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ.
قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ .
فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ
فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ
دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ،
فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" وبهذا يكون قد علم أن أنبياء الله تعالى معصومون
عن الخطأ في الوحي ، ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم
،

ويشككون في تشريعاته ويقولون هي اجتهادات شخصية من عنده حاشاه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " النجم /3-4 .


وسئلت اللجنة الدائمة : هل الأنبياء والرسل يخطئون ؟

فأجابت :

نعم ، يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة
بهم وبأممهم ، ويعفو عن زلتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور
رحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت في هذا" اهـ

"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/194) .

وللمزيد راجع سؤال رقم ( 7208 )

والله اعلم .
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alislverman.mam9.com
 
عصمة الأنبياء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
توماكس 2max :: قسم الاسلاميات :: القران الكريم :: قسم الفـتـاوى الشرعية-
انتقل الى: